الشاعره هيام علامة في ضيافة أكاديمية نجوم الاتحاد
متابعة/ نورهان الشيخ
أيها الحضور ومتابعين الكرام، أسعد الله مساءكم بكل خير.
في حضرة الكلمة، وفي رحاب الحرف، نلتقي اليوم لنستنشق عبير الشعر، ونرتوي من نبع الإبداع، ونحلق مع ضيفنا في فضاءات الجمال والخيال.
نرحب بكم في هذا اللقاء الثقافي الذي يجمعنا بشاعرة نسج من الحروف قصائد، ومن المشاعر لوحات، ومن التجربة الإنسانية دروبًا من التأمل والتعبير.
ضيفنا اليوم ليس مجرد شاعرة، بل هو صوتٌ يحمل همّ الإنسان، ومرآة تعكس نبض الوطن، وريشة ترسم ملامح الروح على صفحات الزمن.
نستضيفها لننهل من تجربته، ونغوص في أعماق كلماتها، ونكتشف كيف تتحول الأحاسيس إلى أبيات، وكيف يصبح الشعر وطنًا آخر يسكننا.فمرحبًا بكِ بيننا، شاعرتنا الكبيرة[هيام علامة] ومرحبًا بكل من حضر ليشاركنا هذا المساء المضيء بالحرف والوجدان.
في البداية
1)
من هي( هيام علامة
نبذة عن حياة شاعرة
ولدت بين عائلة متماسكة ومؤمنة بالله الواحد الاحد
الحمدلله سعيدة بحياتي لم اتزوج وانا الخامسة بين اخوتي
القلم والورقة بدمي وعقلي منذ صغري
*********
(2)
كيف كانت بدايتك مع الشعر؟ وما الذي ألهمك لدخول هذا العالم؟
كانت بدايتي مع الشعر منذ صغري، حيث وجدت في الكلمات ملاذاً لأفكاري ومشاعري، وأداة للتعبير عن كل ما يختلج في قلبي. ألهمني هذا العالم جمال اللغة وقدرتها على رسم الصور وبث المشاعر، كما ألهمني محيط ثقافي وأدبي غني، وشعراء أثروا في رؤيتي وأسلوب كتابتي، مما دفعني لدخول عالم الشعر بكل شغف وحب
****************
(3)
- ما الذي ألهمك لكتابة أول قصيدة؟
ألهمني لكتابة أول قصيدة شعور عميق لم أجد له صدى إلا في الكلمات. كان حافزي التعبير عن مشاعري وتجربة لحظة من حياتي بأسلوب شعري، حيث وجدت في القافية والوزن موسيقى للكلمات تجعلها تتنفس وتصل إلى قلوب الآخرين
اول قصيدة او خاطرة كانت نابعة عن حب اكيد بجانب كتابة مقالات انتقادات سياسية للصحف اللبناية وعندما فتحت حسابي عالفيسبوك نشرت عدة منشورات انتقاد للسياسيين بالبلد وخارجه
بلحظة نشرت خاطرة تقول: سألوني هل انت عاشقة ؟
احمرت وجنتاي واغمضت عيناي حتى
لا يرون حبي له من خلال بريق عيوني
اكيد لها تكملة
******
- كيف تختار موضوعات قصائدك؟
في الحقيقة، أختار موضوعات قصائدي من حياتي اليومية ومجتمعي، من الناس من حولي ومن الأحداث التي تلمس قلبي، فكل تجربة أو موقف يحمل في طياته شعورًا يستحق أن يُترجم إلى كلمات
*****
(5)
ما هي القضايا التي تشغلك كشاعر؟ وما هي الرسالة التي تسعى لإيصالها من خلال شعرك؟
أنا تشغلني قضايا الإنسان قبل كل شيء… أكتب عن الألم، عن الظلم، عن المرأة، عن الوطن الذي نفتقده أحيانًا حتى ونحن بداخله. تشغلني الكرامة الإنسانية، وحق كل إنسان بأن يعيش بسلام، بأن يُسمَع صوته وألا يُهمَّش.
كما تشغلني القضايا الروحية والإنسانية التي تلامس الداخل… الصراع بين القلب والعقل، بين الحب والخذلان، بين ما نريده وما يفرضه الواقع.
والرسالة التي أسعى لإيصالها؟
رسالتي أن يكون الشعر ضميرًا حيًا، ولغة تُعيد الإنسان إلى إنسانيته.
أريد أن أقول للقارئ:
"أنت لست وحدك… هناك من يشبهك، من يشعر بما تشعر، ومن يكتب وجعك بصوتك."
أسعى أن يكون شعري مساحة أمان… ونافذة أمل في أكثر اللحظات ظلمة، وأن يصل إلى القلوب قبل الآذان.
وأهم رسالة أحملها: أن الكلمة الجميلة قادرة على ترميم ما لا ترمّمه السن
(6)
هل تعتقد أن الشعر قادر على تغيير العالم؟ وكيف؟
نعم… أؤمن أن الشعر قادر على تغيير العالم، ربما ليس بسيف ولا بخطاب سياسي، بل بقوةٍ أعمق: قوة الوعي.
الشعر لا يغيّر العالم دفعة واحدة، لكنه يغيّر الإنسان… وإذا تغيّر الإنسان تغيّر العالم كله.
الشعر يفتح عينًا كانت مغلقة، يوقظ إحساسًا كان نائمًا، يعيد بناء فكرة، ويبدّل نظرة.
قصيدة واحدة قد تُلهم شخصًا ليغفر، لتسامح أخرى، ليقف مع مظلوم، ليحب وطنه، أو حتى ليعيد اكتشاف نفسه.
التغيير الحقيقي يبدأ من الداخل… من المشاعر.
والشعر هو اللغة الوحيدة التي تصل إلى الداخل بلا استئذان.
أنا أؤمن أن الشعر لا يُحدث ثورة في الشوارع، لكنه يُحدث ثورة في القلوب…
ومن القلوب تبدأ كل التغييرات الكبرى.
- هل تكتب بناءً على مشاعر
لحظية أم تخطط لقصائدك مسبقًا؟
أحيانًا أكتب انطلاقًا من مشاعر لحظية تلهمني بكلماتها، وأحيانًا أخطط لقصائدي مسبقًا، أختار الموضوع، وأرسم له الإطار الشعري قبل أن أبدأ بالكتابة. الشعر عندي يجمع بين العفوية والإبداع المنظّم، ليصبح أكثر صدقًا وتأثيرًا.
**************
- من هم الشعراء الذين أثروا فيك؟
هناك شعراء تركوا بصمتهم في روحي قبل قصائدي…
تأثرتُ كثيرًا بالشاعر الذي حمل قضايا المرأة وصوتها، نزار قباني؛ أحببت فيه قدرته على تحويل المشاعر إلى لغة بسيطة وعميقة في آنٍ معًا، وكيف جعل للمرأة مكانًا مركزيًا في الشعر العربي الحديث
وتعشق قصيدة "عيون القلب" من اجمل قصائد نزار قباني بصوت نجاة الصغيرة .
كما تأثرت بالشاعر الكبير أدونيس، ذلك العقل الذي فتح الأفق أمامي بطريقة مختلفة تمامًا. أدونيس ليس مجرد شاعر، بل هو مدرسة فكرية كاملة، جعلني أرى الشعر كفلسفة، كفضاء حرّ، وليس فقط كإيقاع وكلمة.
وبين رقة نزار، وعمق أدونيس، وجدتُ نفسي أبحث عن صوتي الخاص… صوت يجمع الإحساس والفكرة، والأنوثة والقوة، والواقعية والرؤية.
كلمة توجيهية للشباب هذا الجيل ؟
ايها الشباب، أنتم جيل الأمل
والطموح، حافظوا على أحلامكم ولا تخافوا من التحديات. اجعلوا العلم والأخلاق والمحبة طريقكم، وكونوا دعاة للسلام والعدل، فالكلمة الصادقة والفعل النبيل قادران على تغيير العالم.
ما هي امنيتك ؟وما هي اخر كلمة لمن يتابعك ؟
امنيتي أن يظل الشعر نافذة أمل لكل قلب يبحث عن الجمال، وأن أستمر في التعبير عن الإنسانية والمشاعر بكل صدق وإبداع.
آخر كلمة للمتابعين ؟
"شكراً لوجودكم معي في هذه الرحلة، لكل من يقرأ كلماتي أو يشاركها، تذكّروا دائماً: الكلمة الصادقة قادرة على تغيير القلوب، وأنتم جزء من هذا الإبداع
كلمة أخيرة ؟
أتوجه بخالص الشكر والتقدير للأستاذ الإعلامي وليد شيخ أحمد على حواره الراقي وأسئلته المميزة التي أضافت عمقًا وجمالًا لهذه اللقاءات، وجعلت من حديثنا مساحة للتعبير الصادق والإبداعي
ها نحن نصل إلى ختام هذا اللقاء الذي لم يكن مجرد حديث، بل كان رحلةً في عوالم الحرف، وسفرًا في دروب الإحساس. استمعنا إلى نبض القصيدة، وتذوقنا جمال المعنى، ولامسنا صدق الشعور في كلماتٍ تنبض بالحياة.
شاعرتنا العزيزة، لقد أضأتِ هذا المساء بنور الكلمة، ونسجتِ من الحروف وشاحًا من الجمال والدهشة. شكراً لكِ على هذا الحضور الآسر، وعلى مشاركتنا جزءًا من روحكِ الشعرية.
نغادر هذا اللقاء ونحن نحمل في قلوبنا صدى القصائد، وعبق الإبداع، على أمل أن يتجدد اللقاء، وتستمر الكلمة في إشراقها.
انتظرونا في حلقة جديدة نافذة على الشاعر وبكم يحلو اللقاء
مودتي للجميع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق