سألت الله أن ينطق لساني.. فأنطقه

سألت الله أن ينطق لساني.. فأنطقه
سألت الله أن ينطق لساني.. فأنطقه

 

سألت الله أن ينطق لساني.. فأنطقه
كتبت: ناهد رضوان
صدق الله العظيم حين قال( وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا.. إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ)، فقد يأتى علينا الغد ونكون أمواتاً، وقد نرى الموت ونعيشه، وتدركنا رحمة الله فتردنا للحياة مرة أخرى ، فرصة أخرى لنعيد حساباتنا مع الله، اقول هذا، لأنى تعرضت للموت فى لحظة لم أعرف وقتها ما الذى يحدث وماذا افعل، زلزال شديد لم أرى مثله أو أعيشه من قبل وانا على سريرى استعد للنهوض، لكن الجسد لم يستطع القيام أو النهوض دوران شديد، انخفاض وعلو، وخبط، لا أعرف ما الذى يحدث ، أريد أن اصرخ، أن استنجد واقول 'الحقونى"، ولكن كيف يكون ذلك وقد تخلى عنى هذا الجسد الثقيل وترك روحى تعانى، لا اعرف كيف هى النجاة، حاولت الوقوف والحركة، تخلت عنى قدماى وتركتنى ارتمى على الأرض، فى محاولة منها لتفادى ما يحدث لهذا الجسد الضعيف، فقد أصبح لا حول له ولا قوة، وظللت وانا فى هذا الانفجار والزلازل الداخلى، اقاوم ما يحدث لى، لم استطع فتح عيناى لأرى ما يحدث حولى، دوار شديد لدرجة انى لم استطع التحمل، حاولت فى رجاء شديد لجسدى أن تستجيب إحدى حواسى وتكون معى لأعرف ما الذى يحدث، استجابت عينى لرغبتى وما أن فتحتهما اغمضتهما على الفور؛ لهول ما أرى من هذا الدوار( الدوخة) الشديد الذى يقلب كل شيء حولى بما فيهم جسدى الضعيف، حاولت الكلام لم استطع، ما الذى يحدث!؟ أهو الموت، أم هو الغرق فى ظلمات الذنوب.. رحمتك يالله.. فضلك يالله.. هل جاءت ساعتى وحان وقتى، ويستعد الجسد، والتفت الساق بالساق، ألهذا السبب ظلت عينى مبصره رغم شدة ما تعانية، لم أجد مفر إلا أن أقول الشهادة، حاولت أن أقول (لا اله الا الله) لم استطع، نسيت ما يحدث لى من فقدان قوى وثقل جسم وهذا الدوار وفقدان التوازن الذى اعانية، لم اجد الا الله كيف أحدثه وأرجوه وأدعوه.. وقد خانتنى كل حواسى، سألت الله بقلبى الذى لا زال ينبض أن ينطق لساني بالشهادة، ومن شدة الخوف وجدتنى أقول (آه) حتى قال لسانى ( لا اله الا الله) بصعوبة شديدة حاولت أن أكررها، دخل الجسد فى دوامة شديدة من الدوران، جعل المعدة تخرج كل ما بداخلها ولم تُبقى شيء حتى عصارتها، كل حركه يتحركها الجسد تعاقبه المعده بإخراج ما بداخلها، حتى تصورت أنه يمكن أن يلفظ الجسد المعدة التى تزيد من عذابه، لم أجد حولى أو معى إلا الله، الجميع نيام، إلا الله الحى القيوم، رجوته بقلبى مرة أخرى أن ينطق لسانى إن كانت هذه النهاية، فلا يحرمنى من الشهادة والذكر والاستغفار، وقد كان ، عاد لى لسانى واستطعت هذه المرة أن أقول( اشهد أن لا اله الا الله وأن سيدنا محمد رسول الله)، وبعدها استطعت أن أقول (آه )، فقدان توازن شديد لم أرى مثله فى حياتى( إلتهاب الأذن الوسطى)، فقد عشت الموت ورأيت قيامتى، ولم استطع الفرار، إلا بفضل الله ورحمته، عودة وفرصة للحياة مرة أخرى لإعادة الحسابات، فرصة لا تتكرر للكثيرين، اعتبرتها انذار من الله لى، فقد استطعت أن أرى وبوضوح هوان الدنيا، وأنها لا تستحق منا كل هذا العناء فقد خلقنا الله له، ولم يخلقنا لهذه الدنيا ، بل خلقها لنا لنعبر منها إلى طريق النجاة إذا أحسنا اختياره بتوفيق من الله، ولم نستطع أن نضعف أمام مغريات الدنيا، ولم نستسلم لوساوس الشيطان، فما اكذبها دنيا، إذا ذهبت اليها تركتك، وإن تركتها جاءت إليك، الحمد الله رب العالمين، متعكم الله بالصحة والعافية
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم لِجَبْرَئِيلَ (عليه السلام) عِظْنِي فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ وَ أَحْبِبْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ وَ اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مُلَاقِيهِ شَرَفُ الْمُؤْمِنِ صَلَاتُهُ بِاللَّيْلِ وَ عِزُّهُ كَفُّهُ عَنْ أَعْرَاضِ النَّاسِ".

حدث منذ ست سنوات...

تعليقات